وصفها بتجربة حياة يُحتذى بها.. مثقف عربي قرأ كُتب القائد أوجلان وتعرف على فلسفته واعتنقها

كشف محمد ويس عن انطباعه حول كتب ومرافعات القائد أوجلان التي قرأها وتركت أثراً كبيراً في نفسه، مؤكداً أنه "يجب اللجوء إليها لإنهاء الصراعات الإقليمية والسياسية التي نشأت عن الطمع، القوة المفرطة وعن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان".

سرد المثقف العربي، محمد ويس والذي يشغل منصب عضو الادارة المشتركة لهيئة الثقافة والفن في إقليم عفرين من خلال حوار خاص مع وكالة فرات للأنباء، حيثيات ما استلهمه من قرأته في كتب ومرافعات القائد أوجلان والتي جاءت كالتالي:

"طبعاً كشخصية مثقفة وإنسان عربي من سوريا من الشرق الأوسط، خاصة نحن كشعوب تواقة إلى الفكر وإلى التحرر وأيضاً إلى الفكر الحضاري الذي أثبت وثبت عبر التاريخ منشأ الحضارات، والتي كانت على طريق الحرير عن طريق جغرافيا الشرق الأوسط حيث كانت الشعوب فيما بينها تتبادل الثقافات واللغات وكل ألوان الثقافة الحضارية، طبعاً كل ذلك نتج عنه التنوع الجغرافي الموجود وتنوع شعوب الشرق الأوسط، كما ذكرنا التواقة إلى ماهية التعرف وماهية التبادل، كل ذلك نتج عن غنى حضاري وتنوع ثقافي تميزت به منطقة الشرق الأوسط وتحديداً بلاد ما بين النهرين، بلاد ميزوبوتاميا، بلاد الهلال الخصيب، ونتج عنه حضارات متنوعة انبثقت من هذه الجغرافيا العريقة حيث أنها أيضا هذه المنطقة عبر الزمن وعبر التاريخ شهدت عدة ثورات ذهنية فكرية مجتمعية مثل ثورة النبي إبراهيم عليه السلام وثورة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وشهدت أيضاً عدداً من الفلاسفة عبر الزمن، ومن هؤلاء الفلاسفة الفيلسوف القائد صاحب نظرية وفكرة أخوة الشعوب، فلسفة الأمة الديمقراطية، وسيسيولوجيا الحرية وعدة نتاجات فكرية ظهرت من تحت يديه وبفكره الرائع النبيل الأخلاقي الذي أبدع بكل ألوانه وبكل ألوان المجتمعات والأخلاق والحضارة وبسلسلة متتالية من الأفكار ومن التجارب الاجتماعية التحليلية لكل الحضارات التي ظهرت.

تجربة حياة يحتذى بها

منذ ما قبل التاريخ إلى الوقت الحاضر وبفكر وبفلسفة القائد عبد الله أوجلان نتج عنه سوسيولوجيا رائعة ونظرية حقاً، تعتبر تجربة حياة يحتذى بها، ويجب أن نلجأ إليها لننهي الصراعات الإقليمية والسياسية التي نشأت عن الطمع والقوة المفرطة، وعن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان والظلم الذي لحق بفكر وعقل ومنظومة المرأة، وأيضاً دور الشبيبة، وكل ذلك أدى أيضا بتعاطيه الخاطئ لدى المجتمعات عبر الزمن، بتدمير البيئة الطبيعية وتدمير البيئة المجتمعية عبر الزمن، حيث انطلق القائد عبد الله أوجلان حسب تجربتي كمثقف عربي وكإنسان اطلع على الفكر المتداول في سوريا وفي الشرق الأوسط، حقيقة اصبنا بصدمة، صدمة صحو، أو صدمة فكرية ناتجة عن تعاطي فكر القائد لمنظومة الحقيقة ولنظام رائع فكري هدفه نظرياً أن يكون الإنسان إنساناً بعاداته بذاته، بثقافته، أن يكون صانعاً للحضارة بكل ما أوتي من قوة، وأن يتجاوز كل الحدود السياسية وكل الحدود والأمراض المجتمعية التي نشأت بيد السلطة عبر الزمن، وأدت إلى إفناء الإنسان للإنسان، ربما بحجج متعلقة بالمعتقد أو باللون أو بالثقافة أو بعدة أمور حصلت على أرض الواقع، مثل ما تم إبادة الأرمن وإبادة الشركس، وإبادة عدة مكونات كانت تتمتع بثقافتها عبر الزمن.

من واجب كل إنسان حر أن يصل إلى منبع هذا الفكر

حقيقة لا أعرف كيف أعبر عن تجربتي، لأن الموضوع لا يكفي للقاء واحد، ولا يكفي حتى لسرد عدة جمل أسردها إليكم، فكر القائد هو فكر كما تعرفنا عليه ولمسناه وعشناه ونعيشه، ونريد أن يكون واقعاً، لأنه من واجبنا الأخلاقي والإنساني بغض النظر عن الامتداد القومي أو العرقي أو الطائفي، كمنطلق إنساني وأخلاقي من واجبنا، ومن واجب كل إنسان حر ان يصل إلى منبع هذا الفكر، وهذا المصدر، من واجبه أن يكون باختصار أوجلانياً، أوجلانياً بالمعنى العام لكل ما أوتي به العلم، وكل ما أوتيت به الثقافة، وكل ما أوتيت به حضارات العالم من قوة ومن ازدهار، تعرفنا على فكر القائد عبد الله أوجلان، ومن خلال ما تم عرضه وسرده من مرافعات ضمن تجربته السياسية وتجربته النضالية في عدة دول في جغرافيا الشرق الأوسط وفي أوروبا وحتى في إفريقيا وروسيا، كل تلك التجربة وكل ذلك النضال نتج عنه مؤامرة وصحوة أيضاً من الفكر المضاد لفكر العدالة وفكر الحرية، وفكر الأخلاق المجتمعية، ألا وهو فكر السلطة وفكر الحداثة الرأسمالية، التي حقيقة تكاتفت مع بعضها لوأد مشروع فكر، وللقضاء على هذا المفكر قبل أن تنتشر أفكاره النيرة، وقبل أن يكون فلسفة حياة مجتمعية حقيقية، تخلص شعوب المنطقة وشعوب العالم من ظلم الاستغلال، وظلم القضاء على الطبيعة، وظلم التسييس، والقضاء على روح المرأة وجمالها الروحي والمعنوي والأخلاقي وطبعا كل ذلك لأنهم لا يريدون من شعوب العالم أن تعرف ماهيتها وحقيقتها، بل يريدونها ذو طابع تحت سلطة فكرية، سلطة تضعها ضمن أقفاص وهمية ضمن أقفاص سياسية، أقفاص بممارسة القوة، وممارسة القمع الفكري والقمع العسكري.

تجربة القائد المفكر عبد الله أوجلان هي تجربة غنية بمحتوياتها

طبعا فكر أخوة الشعوب يعتمد على عدة تحليلات انطلقت منذ ما قبل التاريخ، منذ ما قبل صناعة التاريخ، وتحديداً بفترة المجتمع الطبيعي الذي كان تسوده المساواة، وأيضاً عدم الطبقية، وكانت تسوده إدارة وفكر المرأة التي هي الأم الأولى للحضارة وللمجتمع، وهي التي كانت تصنع الإنسان بقوانينها الأخلاقية البعيدة حتى عن مفهوم القانون.

وكل ذلك كان بسرده كفكر لذلك المجتمع، وبتعاطيه ضمن تجارب عديدة واستشهاده بعدة أمثلة، وعدة حضارات نشأت قبل ظهور سومر، وقبل ظهور الإمبراطوريات التي جيشت أبناء المجتمع وزجت به في استعباد دائم شمله في المعابد، ووصل اليوم إلى الاستعباد الاقتصادي الذي حقيقة بات هماً وأدى لانتشار المزيد من الجهل والمجاعة، وحتى الفقر، وكل ذلك، وعلى ان يكون الإنسان إنساناً، كائن اجتماعي، كائن أخلاقي، كائن يسعى إلى تحقيق ذاته عبر مؤسساته الأخلاقية والمدنية والسياسية.

طبعا كل ذلك وتجربة القائد المفكر عبد الله أوجلان هي تجربة غنية بمحتوياتها وتتمتع بكل ما أوتي الفكر المجتمعي من مزايا، ومن خصائص، وحتى أنها منظومة يحتذى بها فكرياً ومجتمعياً وأخلاقياً، وعلى كل إنسان مفكر وفيلسوف ومثقف أن يطلع على هذا النبع، وأن يطلع على هذا الفكر، لأنه فكر، سنلجأ إليه عاجلاً أم آجلاً، وككل البشرية وليس فقط الشرق الأوسط أو سوريا في مشاكلها وأخطائها، أو حتى المجتمعات والمكونات من عرب وكرد وشركس وتركمان وغيرهم.

مشروع وفكر أخوة الشعوب هو المشروع الأمثل والأجمل من أجل خلاص المجتمعات والبيئة

حقيقة تنطلق نظرية وفكرة أخوة الشعوب بانطلاق القائد عبد الله أوجلان أولاً بإبحاره عبر بيئته الأسرية وبيئته المجتمعية وبيئته ضمن أوروبا، وضمن أمارا قريته. وضمن هذه التجربة يسرد ما عاناه وما أدى إليه من تساؤلات، كونه سياسياً هو إنسان في البداية، طبعاً بسرد القائد لتجربته عبر مؤامرة خُططت من أجل الإيقاع بجسده واختطافه بمؤامرة دولية شاركت فيها عدة منظمات سياسية واستخبارات مثل الغلاديو، الاستخبارات التركية (الميت)، أيضاً المخابرات الإسرائيلية وغيرهم طبعا بتجربته يآخي بين فكر كل المكونات، ولا يضع أي حاجز، وأي سمة سياسية أو أي سمة هدفها إنكار الآخر، أو طرده، أو حتى تصفيته، ويطرح مشروع فكر أخوة الشعوب باعتباره المشروع الأمثل والأجمل من أجل تخليص المجتمعات والبيئة التي يعيشون عليها من الخراب ومن الدمار ومن أجل إعادة الإعمار ونشر الثقافة الصحيحة، والتنوير الحقيقي للرسالات السماوية، حتى التي أيضاً بتحليلاته، يظهر بأنه قد لحقها الكثير من التشويه والكثير من الضرر، رغم أنها رسائل سماوية، إلا أن الإنسان الطامع والإنسان الجشع قام بتحريفها عبر احتمال التفاسير، وعبر احتمال النصوص، وتم الزج بالعديد من الأخطاء الفكرية عن طريق رجال الدين، وعن طريق المنابر التي تخاطب عقول المجتمع، طبعا عبر الزمن، جيل وراء جيل، أصيبت كافة الأجيال بالإحباط الفكري، وبالقناعة الدائمة والمسلم بها بأنه حر، حرية وفكر، عقل الإنسان أصبح يقبع ضمن قفص أو ربما يكون قفص السلطة، ربما يكون قفص عدم حرية التعبير، ربما تكون عدة أمور تم فرضها على الفكر الإنساني والمجتمعي بشكل عام، طبعاً، كل ذلك بتحليلات القائد والذي أيضاً انطلق من الكون، واعتبر أن الإنسان هو كون مصغر وعدة بشريات وعدة أنواع تتقاسم الحياة، هي أيضاً عبارة عن أكوان، فإن رسالة الإنسان بشكل عام إن كان من على سطح الأرض والتي هي الأم، يجب أن يحسن ضيافته عليها وألا يدمر المجتمع، وألا يدمر البيئة باعتباره مستقبلاً سيكون ضمن باطن الأرض، فمن الطبيعي بتحليلات القائد أن يكون ضمن توصياته، وضمن تحليلاته بأن الإنسان إذا كان يقبع على ظهر الأرض، فمن الضروري أن يكون محسناً لهذه الاستضافة، وأن يكون أهلاً لأن ينال قلب تلك الأم ألا وهي الأرض.

ومن هذا الباب، ومن هذا المنطلق أيضاً، تطرق فكر القائد عبر تجربتنا التي مررنا بها، والأفكار التي اطلعنا عليها طبعا، وكل يوم نكتشف أشياء جديدة كنا غافلين عليها، وتظهر عبر الأجيال، وتظهر عبر البيئة وعبر المجتمعات. طبعا ظهرت عدة أفكار وعدة ألوان وعدة رسائل مفادها بأن المرأة الحالية قد تم القضاء على ماهيتها الأخلاقية وماهيتها الحقيقة الأنثوية التي هي بنظرة تكاملية تكمل كما هي حالياً، يعتبرونها ربة بيت، تكمل أيضاً العمل الإداري، وتكمل أيضاً عدة أعمال خارج المنزل، وأثبتت قوتها وماهيتها حتى في أمور عدة وأقوى بكثير من مفهوم الرجل، طبعا بتحليلات، القائد يرى بأن مفهوم الأسرة انطلق بتحريفه وتخريبه بموضوع إبعاد دور الأم الحقيقي، بدأ بتنشئة أفراد الأسرة، حيث تم القضاء على مفهوم الأم بالمجتمع الطبيعي عن طريق تنامي الفكر التحليلي لدى الرجل الماكر الشامان، وكيف أنه قد تم تدمير كل أخلاقيات والقوانين التي كانت تسير عليها حياة المجتمع القديم وحيث أنه تم إيقاع الشرك بعقل المرأة وتم تنحيتها جانباً، وحيث أنها أصبحت آلة لي أن تلد ولتصنع الأولاد فيزيولوجياً، بغض النظر عن مكانتها الحقيقية التي وصلت اليها في المجتمعات القديمة إلى القداسة، وحتى أنها وصلت إلى مرحلة التأليف طبعاً، كل ذلك نتج عنها أيضا ثقافة حقيقية للأم بأجيالها، باعتبار أن الإنسان القديم كان إذا استعان بغصن شجرة يابسة، كان بعد أن يقطعها يعتذر للشجرة اذا أي ثقافة هذه التي لمسها القائد وحللها عبر تلك الأزمنة، ويريد في هذه الأيام أن نرد الاعتبار للدين للطبيعة كطبيعة بشكل عام، وكأم بشكل خاص، وكل ذلك وكل هذه الأمور، وكل هذه التحليلات لا يمكن أن نسردها ضمن ساعة من الشرح والسرد.

يجب أن نحتذي بهذا القائد الحقيقي

يجب أن نحتذي بهذا القائد الحقيقي الذي نعتبره القائد الروحي والأخلاقي للمجتمعات، ليس فقط الشرق الأوسط، وإنما لمجتمعات العالم، حري بنا أن نقف إلى جانب هذا الإنسان، وأن نكون كلنا أوجلانيون، وأن نطالب كل المنظمات التي تدعي بأنها إنسانية، أن تقف إلى جانب الحق، وإلى جانب المظلوم، بعد أن تم صنع القانون والتلاعب به قبل أن تكون هناك مصطلحات أخلاقية، ومثل ومبادئ، نريد لهذا الإنسان، كما هو حر بفكره، أن يكون حراً بجسده، أن يكون بين أهله، أن يكون كما هو، قال بمرافعاته أنه يجب يكون عضواً ضمن كومينه، ويمثل ويقوم بعمله ضمن إدارة وإرادة مجتمعه، كما أنه خادم للمجتمع.

فكلنا يجب أن نحتذي بهذا المثال، وبهذا القائد الحقيقي الذي سردت لكم تجربتي باطلاع على فكره، وعلى نهله، وكل ذلك، وأنا حقيقة كل يوم وكل لحظة أكتشف أشياء جديدة وأفكار جديدة غفلت عنها ولم أنتبه إليها عبر تجربتي في الحياة، وعبر ما اطلعت عليه من تجارب القائد، ومن تجارب الشهداء الذين ساروا معه، وكانوا مواكبين لمراحل وجوده معهم، وكل ذلك ولا يكفي كما ذكرنا لسرد تلك الكلمات التي حقيقة تنم عن تجربة إنسانية بشرية مجتمعية لا يمكن أن تحصل إلا ضمن 300 سنة أو ثلاثة قرون كحد مجتمعي، فكل فترة زمنية يظهر فيها إنسان عبقري لامع ضمن زمانه.

وهذا الإنسان هو الإنسان النير، الإنسان صاحب اللمعة الفكرية والأخلاقية والفكرية هو القائد عبد الله أوجلان إنسان عصره نقول عصره بكل معنى الكلمة بكل ما أوتيت هذه العصور وهذا القرن الواحد والعشرون من حضارات، نقول لهم إن أردنا أن نتعرف على أصالة وقوة الفكر المجتمعي الحقيقي، وحقيقة المرأة أيضا بعلم الجنولوجيا الذي أيضا مقتبس من أفكار القائد عبد الله أوجلان علينا أن ننهل وأن نستعد لأن نكون أوجلانين جميعا بهذه الأفكار، بهذه الحقائق التي برهن صدقه وحقيقته القائد عبد الله أوجلان والذي ما هو إلا شمس يجب أن تنير أفكارنا، وأن ننهل منها، وأن ننتقم بنجاحنا من الظلام الذي ساد أفكارنا، ونتج عنه إبادات عرقية، إبادات طائفية، إبادات بدون أسباب، عبر التاريخ، وكل ذلك لأن الإنسان هو كائن مجتمعي، كائن حقيقي، يحب السلام، يحب الحضارات، ولا يحب الحروب، ولا يصنع أيّ كوارث بيئية، وهو إنسان يجب أن يتمتع بإنسانيته، وكل تلك الإنسانية بحسب رأي الشخصي وجدتها بفكر الفيلسوف المفكر عبد الله أوجلان".